المجلس العاشر: باب الوِصال إلى السحر

استنباط الأحكام الفقهية من الأبواب الثلاثة التي تناولت مسألة الوصال من خلال تساؤلات أربعة : ما هو الوصال؟ ما هو حكم الوصال؟ هل يكره الوصال إلى السحر؟ هل الوصال في الفريضة أم النافلة؟ بتوضيح أن المقصود بالوصال هنا مواصلة الصوم بعد دخول وقت الإفطار إما إلى السحر أو إلى اليوم التالي، وأن الجمهور على حكم كراهة الوصال إلا إذا كان إلى حدود السحر كما في نص الباب المرفق أو كان من قبيل مجاهدات النفس.

مع الاستطراد في مجاهدات التابعين والأئمة والتي كانت على نحو يتعجب له المعاصرون من قبيل مجاهدة الإمام البخاري لنفسه بوصال الصوم، مع اجتراء البعض بالقول بأن فعل الإمام البخاري هذا مخالف للسنة ، فمن أين عرفنا الحديث والسنة إن نحن أنكرنا على أمير المؤمنين في الحديث أفعاله؟ وكيف لنا أن نقول – بهتاناً وزرواً- هم رجال ونحن رجال، فلعل هؤلاء خلطوا بين مفهوم الرجولة وبين مفهوم الفحولة، مع توضيح أن مقولة هم رجال ونحن رجال من أقوال الإمام أبي حنيفة النعمان الذي قال عنه الإمام الشافعي: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة، وأن فهم مقصد وسياق أبي حنيفة في قوله هذا لا يجعل لغيره من المعاصرين أن يقول هم رجال ونحن رجال.

وأخيراً التحقيق في مسألة الخلاف في عدد ركعات صلاة التراويح وأن كمال التراويح عشرون ركعة في المذاهب الأربعة، إلا أن موضع الإشكال ليس في عدد ركعات التراويح وإنما في طروء منهج النقد لأئمة المذاهب وتحول طاعات التقرب إلى الله تعالى إلى مشاحنات بين المصلين، وأنه لا حرج على من صلى أي عدد من التراويح وإنما على من يفرض عددها على غيره استناداً إلى كتاب قرأه عن غير علم ولا سند، فليس لمن اتخذ الكتاب المقروء شيخاً أن يتجرأ على الفتوى.

* استمع للحلقة

نص البخاري

بَابُ الْوِصَالِ إِلَى السَّحَرِ

  • حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا تُوَاصِلُوا فَأَيُّكُمْ أَرَادَ أَنْ يُوَاصِلَ فَلْيُوَاصِلْ حَتَّى السَّحَرِ قَالُوا فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ لَسْتُ (إِنِّي لَسْتُ) كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي أَبِيتُ لِي مُطْعِمٌ يُطْعِمُنِي وَسَاقٍ يَسْقِينِ

تخريج الآيات والآثار حسب السياق

  • ابنة ثابت البناني : كان يقوم الليل خمسين سنة فإذا كان السحر قال في دعائه اللهم إن كنت أعطيت أحدا من خلقك الصلاة في قبره فأعطينها فما كان الله عز و جل ليرد ذلك الدعاء ( صفة الصفوة 3/263(515) الطبقات الكبرى 7/233 )
  • كَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي رَمَضَانَ بِثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ رَكْعَةً ( الموطأ، باب ما جاء في قيام رمضان)

أكتب تعليق

(*) حقول مطلوبة

أعلى الصفحة