المجلس الثالث: باب الحائضِ تترك الصوم والصلاة

تناول المجلس الثالث من مجالس البخاري شرح بَابُ الْحَائِضِ تَتْرُكُ الصَّوْمَ وَالصَّلَاةَ بذكر مسألة حكمة عدم صلاة وصوم الحائض وهي أن التقرب إلى الله تعالى بالامتثال لا بإتباع هوى النفس، وأن حسرة نفس الحائض مع امتثالها بالترك للصلاة والصوم هي حقيقة القرب من الله عز وجل، ثم تطرق الحديث إلى مسألة مهمة وشيقة وردت في الحديث وشاع بين الناس سوء التأويل والاتهام وهي ناقصات عقل ودين، مذكراً بأنه لا يقصد بالحديث الحط من قدر المرأة، ولا يقصد بنقصان الدين نقص عقيدة ولا يقين، وأن نقصان الدين ينصرف إلى درجة نقص العمل لا غير، إذ يأتي سياق الحديث لإبراز قوة المرأة في ظاهر نقصانها.

ثم تناول الباب التالي وهو بَابُ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صَوْمٌ موضحاً أن مفهوم الموت يختلف عندنا عن غيرنا بأنه انتقال من حياة إلى حياة ومن ثم لا تنقطع صلاتنا بموتانا بقدر تغير في شكل العلاقة والصلة متسائلاً عن آخر مرة زرنا فيها أحباءنا في قبورهم ومجلياً للإشكال الذي يدفع به البعض استناداً إلى حديث إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ، ثم ضرورة قضاء ما على الميت من ديون والتحذير من مغبة الدين لغير ضرورة.

* استمع للحلقة

نص البخاري

بَابُ الْحَائِضِ تَتْرُكُ الصَّوْمَ وَالصَّلَاةَ

وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ إِنَّ السُّنَنَ وَوُجُوهَ الْحَقِّ لَتَأْتِي كَثِيرًا عَلَى خِلَافِ الرَّأْيِ فَمَا يَجِدُ الْمُسْلِمُونَ بُدًّا مِنِ اتِّبَاعِهَا مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْحَائِضَ تَقْضِي الصِّيَامَ وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدٌ عَنْ عِيَاضٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ فَذَلِكَ نُقْصَانُ دِينِهَا (نُقْصَانٌ مِنْ دِينِهَا)

بَابُ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صَوْمٌ

وَقَالَ الْحَسَنُ إِنْ صَامَ عَنْهُ ثَلَاثُونَ رَجُلًا يَوْمًا وَاحِدًا (فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ) جَازَ

  • حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ * تَابَعَهُ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرٍو وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ
  • حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى * قَالَ سُلَيْمَانُ فَقَالَ الْحَكَمُ وَسَلَمَةُ وَنَحْنُ جَمِيعًا جُلُوسٌ حِينَ حَدَّثَ مُسْلِمٌ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَا سَمِعْنَا مُجَاهِدًا يَذْكُرُ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي خَالِدٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنِ الْحَكَمِ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَتِ امْرَأَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أُخْتِي مَاتَتْ * وَقَالَ يَحْيَى وَأَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَتِ امْرَأَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ * وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَتِ امْرَأَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ نَذْرٍ * وَقَالَ أَبُو حَرِيزٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَتِ امْرَأَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَتْ أُمِّي وَعَلَيْهَا صَوْمُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا.

تخريج الآيات والأحاديث حسب السياق

  • مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ (البُخَارِي، باب ترك الحائض الصوم)خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأهلي ( ابن ماجة، باب حسن معاشرة النساء)
  • أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ يَوْمَ تُوُفِّيَ ، وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ بِوَسْقٍ مِنْ شَعِيرٍ( مسند أحمد 6/457(27587).
  • إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ ، انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ ، إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أوْ وَلَدٍ صَالحٍ يَدْعُو لَهُ.(مسند أحمد 2/372(8831)
  • أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا فَقَالَ هَلْ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ قَالُوا لَا فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ أُخْرَى فَقَالَ هَلْ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ قَالُوا نَعَمْ قَالَ صَلُّوا (فَصَلُّوا) عَلَى صَاحِبِكُمْ قَالَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَيَّ دَيْنُهُ يَا رَسُولَ اللهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ ( البخاري، باب من انتظر حتى تدفن)
  • وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ( النجم :39)
  • صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ ، بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ ، كَالْمُوَدِّعِ لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ (“البُخَارِي، باب غزوة أحد) “مسلم” باب إثبات حوض نبينا وصفته)
  • كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنه يرق القلب و تدمع العين و تذكر الآخرة و لا تقولوا هجرا ( المستدرك، كتاب الجنائز)

6 تعليقات

  1. صفاء 7 سبتمبر 2009 الساعة 2:13 م

    السلام عليكم ..
    الحقيقه أنا لم استطع ان احضر من البرنامج الا حلقه واحده او اثنين لان الوقت غير مناسب لي لكن انشاء الله بحاول احملهم..
    جزاك الله كل خير يا شيخنا الفاضل الحبيب الجفري

  2. أم محمد(اليمن) 4 سبتمبر 2009 الساعة 10:59 م

    أشكر الحبيب على هذه الحلقة جزاك الله عنا خير الجزاء لشرح هذا الحديث ولتبيين منزلة المرأة في الأسلام

  3. تنبيه: المجلس الثالث: باب الحائضِ تترك الصوم والصلاة « شروح البخاري |

  4. بهية المصرية 27 أغسطس 2009 الساعة 2:35 ص

    ندعوا كل من تسول له نفسه ظلم المراة أعتماداً على فهم خاطئ لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. أن يستمع الى هذه الحلقة … لو يتحسس الحق .. لتغير موقفه … شكرا للحبيب على.

  5. محمد 26 أغسطس 2009 الساعة 9:37 ص

    اشكر فضيلة العلامة على المعلومات القيمة .
    واشكر مدير المنبر
    واشكر كل الساهرين على نشر المعرفة الاسلامية.
    السنا بامة اقرا
    اخوكم فى الله محمد

  6. `محمد (محب ال البيت) 26 أغسطس 2009 الساعة 4:39 ص

    اللهم بارك في الشيخ وانفعنا اللهم بعلمه بجاه سيدنا محمد عندك

أكتب تعليق

(*) حقول مطلوبة

أعلى الصفحة