المجلس الرابع والعشرون: باب صوم أيام التشريق

الحديث عن تعدد الآراء الفقهية الصحيحة والثابتة بنص الأحاديث بصدد صوم أيام التشريق بين الجواز مطلقاً أو المنع بإطلاق أو لغير المتمتع مع اختيار الإمام البخاري للقول الثالث، وأنها بالتالي من قبيل السعة الواجب القياس عليها في كل الأحكام الفقهية التي تراعي مصالح الناس وأحوالهم خاصة في الحج ورمي الجمرات، فمن الخطأ البين الأخذ بقول واحد في أمر ورد فيه تعدد صحيح وثابت ، ثم حمل الناس عليه، مع الدلالات التالية:

  • فقه الإمام البخاري في تراجم أبوابه
  • مجمل ما أورده البخاري يشير إلى أن اختياره هو المنع لغير المتمتع
  • في المسألة ثلاثة أقوال اختار الإمام البخاري منها قولاً
  • تعاظمت الحاجة في عصرنا إلى إيراد كافة أقوال الفقهاء في المسألة الواحدة
  • نحن أحوج إلى تعدد الأقوال في مسائل الحج على وجه الخصوص والاعتبار
  • الحج مرآة أحوال المسلمين من ضعف التراحم وعدم النظام مع التشديد على الناس

 

* استمع للحلقة

نص البخاري

بَابُ صِيَامِ أَيَّامِ التَّشْرِيق

  • قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ وَقَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَصُومُ أَيَّامَ مِنًى وَكَانَ أَبُوهَا يَصُومُهَا
  • حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عِيسَى بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَعَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ قَالَا لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ إِلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الْهَدْيَ
  • حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ الصِّيَامُ لِمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ عَرَفَةَ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا وَلَمْ يَصُمْ صَامَ أَيَّامَ مِنًى * وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ * تَابَعَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

ثم بداية الحديث عن صوم يوم عاشوراء، وأن في إقرار الرسول عليه الصلاة والسلام تعظيم عاشوراء بالنظر إلى المناسبة ما يضع لنا قاعدة راسخة تصلح أساساً شرعياً لبناء مجمل الحضارة الإسلامية وتحديد طبيعة وضوابط علاقاتها ومعاملاتها مع الآخر، بالتركيز على الدلالات التالية:

  • عاشوراء يوم معظم عند أهل الكتاب وعرب الجاهلية
  • إقرار الإسلام بتعظيم عاشوراء ليس من قبيل الموافقة أو المخالفة وإنما يتصل بأصل التعظيم ذاته
  • من سمات المسلم ألا ينظر بنظرة التعميم وإنما التمييز أولاً ثم التميز
  • الإشكالية ليست في وجود وسائط التقرب إلى الله وإنما في عبادتها من دون الله عز وحل
  • ظل النبي يصلى بجوار الأصنام 13 عاماً مع ثباته على يقين أنها عبادة من دون الله عز وجل
  • المقصد هو هدم الأصنام في قلوب عبدتها أولاً، فإذا هدمت في القلوب انتهى وجودها على الأرض
  • اشتغالنا بهدم الأصنام وهي معمورة في قلوب أصحابها سيعيدها ثانية على الأرض
  • كان يكفي في هدم الأصنام يوم الفتح أن يشير إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقضيب في يده
  • لم يعهد العرب عبادة الكعبة وإنما التعظيم والإجلال
  • كادت قريش تتقاتل في نيل شرف وضع الحجر الأسود في مكانه من الكعبة المشرفة
  • المقصود من تعظيم الكعبة ومقام إبراهيم هو سر اصطفاء الله لها
  • صلى الله على من جعل قبلتنا إرضاء له صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
  • تربية التوحيد التي على أساسها هدمت الأصنام دفعت سيدنا عمر بن الخطاب أن يسأل الرسول عن اتخاذ مقام إبراهيم مصلى
  • تأملوا أمراً  من الله تعالى بهدم حجر وأمراً من الله تعالى بتعظيم حجر
  • جاء الإسلام والعرب يعظمون الأشهر الحرم ورجب فأقرهم عليها بالنظر إلى الأصل والمناسبة
  • كان أهل المدينة يعظمون يوم بعاث فنهاهم الرسول عليه الصلاة والسلام عنه بالنظر إلى مناسبة الاحتفال والتعظيم
  • ما كان معظماً في الجاهلية أو عند الآخر وأصله معاني راقية أخذنا به وزيادة
  • هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ
  • فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ
  • أن احتفال اليهود بيوم عاشوراء لأمر يحبه الله فأقرهم الرسول عليه وآله الصلاة والسلام عليه
  • أن قاعدة يوم عاشوراء هي أصل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
  • فقه المسلم في التمييز وليس مطلق المخالفة ثم التميز كما في الزيادة عن صوم اليهود
  • حديث عاشوراء إشارة إلى مهمة المسلم في البناء من حيث وصل الآخرون في كل مجالات الإبداع
  • مهمة المسلم ألا يتكفف العلوم من الآخرين بل الزيادة والتميز والإبداع فيها
  • يهدر الفساد الإداري في العالم العربي من 30%-40% من موارده
  • لو تخلينا عن الفساد الإداري عاماً واحداً لانتهت كل مشاكل البطالة في العالم العربي
  • ماتت حضارة الإسلام عندما عقمت الإسهام في ركب الحضارة العالمية
  • بإحياء أخلاقيات العمل بدلالات الإتقان والإحسان نساهم في إضافة ما يحتاجه العالم منا

نص البخاري

بَابُ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ

  • حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ إِنْ شَاءَ صَامَ
  • حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ
  • حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ (يَصُومُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ) فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ

تخريج الأحاديث حسب السياق

  • لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا  وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا  وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكْمْ  إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا  وَإِنْ أَسَاؤُوا فَلاَ تَظْلِمُوا( الترمذي، باب العفو)
  • لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ (أحمد1/224 (1971) لَئِنْ عِشْتُ إِلَى قَابِلٍ صُمْتُ يَوْمَ التَّاسِعِ ( شعب الإيمان، باب صوم التاسع والعاشر)

3 تعليقات

  1. mounir35507 16 سبتمبر 2009 الساعة 2:58 م

    je vou remerci mon grand chikh

  2. عبدالرحمن الراوي الرفاعي 16 سبتمبر 2009 الساعة 7:17 ص

    بسم الله والصلاة والسلام على الحبيب الاعظم سيدنا محمدا رسول الله طب القلوب ودوائها وعلى

    اله وصحبه وسلم

    في البداية اقول السلام عليك يا شيخ ويا شيخ الاسلام يا حبيبنا يا الجفري

    ونفعنا الله بك وبعلمك وبحالك

    وجعلنا واياك من رفقاء المصطفى عليه الصلاة والسلام في الجنة

    وجزاك الله عنا خير الجزاك

    اخوك الصغير/عبدالرحمن الراوي الرفاعي

  3. ابن الجفري 15 سبتمبر 2009 الساعة 1:13 م

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد الله الذي بفضله تتم الصالحات والصلاة والسلام على من نوره يمتدد لورتته العلماء والاولياء من اهل بيته اجمعين
    لا اقول الا في حبيبنا الجفري نفعنا به وبااحواله الربانية الا( لو رايته قلت انه صحابي )اللهم انفعنا به وبعلومه واطال في عمره
    محبكم في الله ابن الجفري

أكتب تعليق

(*) حقول مطلوبة

أعلى الصفحة