المجلس الثامن والعشرون: باب فضل ليلة القدر

حديث عن ليلة القدر من حيث المناسبة وأن إكرام الأمة بليلة القدر إنما هو من ثمرات  خواطر سادتنا الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وحرصهم على ألا يسبقهم إلى الله تعالى غيرهم، إذ ورد في مناسبة ليلة القدر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر أن رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فجمع الله عز وجل لأمة الحبيب في ليلة واحدة من العطاء ما لا تناله الأمم الأخرى في ثمانين عاماً, فالخواطر القلبية عظيمة القدر يهتز العالم العلوي بمناسبة منها.

* استمع للحلقة

ثم حديث عن ليلة القدر من حيث عظيم مكانتها في السماء وفي الأرض، فهي ليلة تجلي القرآن الكريم من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، وليلة تنزل الملائكة والروح بالسكينة والسلام إلى الأرض، فيسعد من اتصل بالسعداء في الزمان والمكان،  بالدلالات التالية:

  • مناسبة ليلة القدر في السماء وفي الأرض
  • ليلة تجلي القرآن الكريم من السماء السابعة إلى السماء الدنيا
  • ليلة جمع الله عز وجل لأمة الحبيب فيها عطاء لا تناله الأمم الأخرى في ثمانين عاماً
  • من ينال هذا العطاء والإكرام من الله تعالى
  • مزية ليلة القدر بالنسبة للملائكة
  • بتنزل الملائكة تنزل السكينة والسلام على الأرض
  • إكرام الأمة بليلة القدر ثمرة خواطر سادتنا الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
  • من عظيم مكانتك عند الله عز وجل أن يهتز عالم الملكوت بمناسبة خاطر منك بالتقرب إلى الله تعالى
  • كرامة الخواطر القلبية عظيمة يهتز العالم العلوي بمناسبة منها
  • مثال لخواطر اهتز العالم العلوي بمناسبة منها : لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي وَوَلَدِي وَأَهْلِي وَمَالِي، وَلَوْلَا أَنِّي آتِيَكَ فَأَرَاكَ لظننت أَنِّي سَأَمُوتُ، ذَكَرْتُ أَنَّكَ سَتَمُوتُ وَنَمُوتُ فَتُرْفَعُ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَنَحْنُ إِنْ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ كُنَّا دُونَكَ.
  • ثمرة الخاطر قوله تعالى:” وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ” النساء:69
  • إن لله عباداً إذا أرادوا أراد الله
  • النفس إذا سكنت اطمأنت وإذا اطمأنت رجعت إلى ربها فصارت راضية مرضية ودخلت في سر العبودية ونالت جنة ربها
  • فرق بين المقربين وبين أصحاب اليمين في الجنة

نص البخاري

بابُ فَضْلِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ

وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى [إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ] قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ [مَا أَدْرَاكَ] فَقَدْ أَعْلَمَهُ وَمَا قَالَ [وَمَا يُدْرِيكَ] فَإِنَّهُ لَمْ يُعْلِمْهُ

- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَفِظْنَاهُ وَإِنَّمَا حَفِظَ مِنَ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ * تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ

تخريج الأحاديث والشواهد حسب السياق

  • إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ( الدخان 3-4)
  • أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَنْ يَتْبَعُنِي مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ: فَكَبَّرْنَا، قَالَ:أَرْجُو أَنْ يَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ: فَكَبَّرْنَا، قَالَ: أَرْجُو أَنْ يَكُونُوا الشَّطْرَ(أحمد 3/346(14781)
  • عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةٍ حَمْرَاءَ ، قَالَ : َلَمْ تَرْضَوْا أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قُلْنَا : بَلَى ، قَالَ : أَلَمْ تَرْضَوْا أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ ، عَنْ قِلَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّاسِ يَوْمَئِذٍ ، مَا هُمْ يَوْمَئِذٍ فِي النَّاسِ إِلاَّ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الأَسْوَدِ ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الأَبْيَضِ ، وَلَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ.(أحمد 1/445 ( 4251).
  • عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي وَوَلَدِي وَأَهْلِي وَمَالِي، وَلَوْلَا أَنِّي آتِيَكَ فَأَرَاكَ لظننت أَنِّي سَأَمُوتُ، وَبَكَى الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَبْكَاكَ ؟” قَالَ: ذَكَرْتُ أَنَّكَ سَتَمُوتُ وَنَمُوتُ فَتُرْفَعُ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَنَحْنُ إِنْ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ كُنَّا دُونَكَ، فَلَمْ يُخْبِرْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ” ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَبْشِرْ (( شعب الإيمان، حب النبي صلى الله عليه وسلم ).
  • يَا عَبْدِي أَنَا أَقُولُ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُونُ أَطِعْنِي أَجْعَلْك تَقُولُ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُونُ( الفتاوى الكبرى، فصل في التفضيل بين الملائكة والناس )
  • ِإِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ( البخاري، بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”)
  • كان عمرو بن الجموح أعرج شديد العرج، وكان له أربعة بنون شباب يغزون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوجه إلى أحد قال له بنوه إن الله عز وجل قد جعل لك رخصة فلو قعدت فنحن نكفيك فقد وضع الله عنك الجهاد، فأتى عمرو بن الجموح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن بني هؤلاء يمنعون أن أخرج معك والله إني لأرجو أن استشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد، وقال لبنيه: وما عليكم أن تدعوه لعل الله يرزقه الشهادة، فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل يوم أحد شهيدا( سنن البيهقي الكبرى، باب من له عذر بالضعف والمرض).

أكتب تعليق

(*) حقول مطلوبة

أعلى الصفحة