المجلس السابع: باب إذا أَفطر في رمضان ثم طلعت الشمس

استيفاء باقي  مسائل الباب السابق بفقه معنى ومفهوم الاستحباب في التعجيل بالإفطار وأنه لا يلزم من كون الشيء مستحباً أن يكون ضده مكروهاً إلا إذا ظن في المخالفة الأجر، فيكره تأخير الإفطار إذا غلب على ظنه الأجر في التأخير، ثم مسألة كيفية التيقن من غروب الشمس وهل تقبل شهادة الواحد بصدد مسألة الإفطار أم لا؟

ثم تناول مسائل باب إذا أفطر الصائم ثم طلعت الشمس والذي يحوي حديثاً واحداً يرويه هشام بن عروة بن الزبير عن زوجته فاطمة عن جدته أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي اللهم عنهم جميعاً وأرضاهم، فراوي الحديث في الباب يروي عن إمرأة عن إمراة، الأمر الذي أدي إلى استطراد الحديث حول قصور تعليم النساء في العصر الراهن وأن تغلغل الدعوات الوافدة لتحرير المرأة من جراء هذا القصور في تعليم المرأة .

فالنساء لو أحسن تعليمهن لقدن مسألة التصدي للدعوات الوافدة والتقاليد الراكدة التي تظلم المرأة باسم الدين، وقدوتنا في ذلك أم المؤمنين السيدة عائشة الصديقة حينما بلغها من يحدث بأن مرور المرأة والحمر والكلاب يقطع الصلاة فأثبتت النسخ ورفضت الإهانة ولكن عن علم ووعي بفعل الرسول عليه الصلاة والسلام.

وعوداً إلى مسألة طلوع الشمس بعد الإفطار فقد تكررت في عهد عمر بن الخطاب وهو ما قاد إلى اختلاف الفقه حول القضاء،فمن لم تصل إليه الزيادة الموجودة في سنن سعيد بن منصور ومصنف عبد الرزاق – كابن تيمية – أفتى بعدم القضاء ، مخالفة لرأي الجمهور في استنادهم إلى تلك الزيادة .

ثم انتقل الحديث إلى باب صيام الصبيان بحادثة وقعت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والتطرق إلى مسائل حق الأبناء على آبائهم في تعوديهم الصيام من الصغر ومتى يجب صوم الصبيان وما هو ضابط الإطاقة، مع الإشارة إلى إحدى خصائص صبيان بيت النبوة في الصيام.

* استمع للحلقة

نص البخاري

بَابٌ إِذَا أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَتْ أَفْطَرْنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَيْمٍ ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ قِيلَ لِهِشَامٍ فَأُمِرُوا بِالْقَضَاءِ قَالَ بُدٌّ مِنْ قَضَاءٍ وَقَالَ مَعْمَرٌ سَمِعْتُ هِشَامًا لَا أَدْرِي أَقَضَوْا أَمْ لَا.

بَابُ صَوْمِ الصِّبْيَانِ

وَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِنَشْوَانٍ فِي رَمَضَانَ وَيْلَكَ وَصِبْيَانُنَا صِيَامٌ فَضَرَبَهُ

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الْأَنْصَارِ مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ قَالَتْ فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ قَالَ الْعِهْنُ الصُّوفُ.

تخريج الأحاديث حسب السياق

  • خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأهلي ( ابن ماجة ، باب حسن معاشرة النساء )
  • “عَنْ عَائِشَةَ ذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ فَقَالَتْ شَبَّهْتُمُونَا بِالْحُمُرِ وَالْكِلَابِ” ( صحيح البخاري،باب من قال لا يقطع الصلاة شيء )
  • أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَفْطَرَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي رَمَضَانَ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ وَرَأَى أَنَّهُ قَدْ أَمْسَى وَغَابَتْ الشَّمْسُ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ طَلَعَتْ الشَّمْسُ فَقَالَ عُمَرُ الْخَطْبُ يَسِيرٌ وَقَدْ اجْتَهَدْنَا ( الموطأ ، ما جاء في قضاء رمضان والكفارات )
  • ثم طلعت الشمس من سحاب فكأن ذلك شق على الناس وقالوا نقضي هذا اليوم فقال عمر ولم فو الله ما تجنفنا لإثم( مصنف عبد الرزاق 4/179 ( 7395)
  • يا هؤلاء من كان أفطر فإن قضاء يوم يسير ومن لم يكن أفطر فليتم صيامه( مصنف عبد الرزاق 4/178(7393)

أكتب تعليق

(*) حقول مطلوبة

أعلى الصفحة