المجلس الثاني عشر: باب صوم شعبان

الحديث عن أبواب صيام التطوع بفعل النبي عليه وآله وصحبه الصلاة والسلام في شعبان، استناداً إلى رواية ” كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُوم” و” لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ”، مع معالجة عدة مسائل .

المسألة الأولى: ثلاث حكم من استحباب الإكثار من صوم أيام في شهر شعبان (1) شهر يغفل فيه كثير من الناس عن فعل الطاعات (2) شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل (3) شهر تقضى فيه الآجال وأن إيراد الإمام ابن حجر العسقلاني لتلك الرواية من قبيل الاستحسان. مع الاستطراد في تناول إشكالية انقلاب معيار الورع في زماننا وتشدد البعض -عن غير فقه- في مسألة الأخذ بالحديث الضعيف بالتأكيد على أن الورع والاحتياط في فضائل الأعمال إنما يكون بالفعل لا بالترك ( بل يؤخذ بالحديث الضعيف عند الإمام أحمد في مسائل الحلال والحرام قياساً – وأن فصل الحديث الضعيف عن أبواب فضائل الأعمال والسيرة والتاريخ وأشراط الساعة من أخطاء المعاصرين).

المسألة الثانية: هل كان رسول الله صلي الله عليه وآله وصحبه يصوم شعبان كاملاً؟ مع تعدد الروايات التي استند إليها أئمة المذاهب الفقهية في فهم واستنباط المسألة ثم التأكيد مرة ثانية على ضرورة عدم التوقف عند رواية واحدة أو الأخذ بأصل واحد وحمل الناس عليه، وفهم طبيعة العلاقة بين أئمة المذاهب الفقهية، ثم إحالة كيفية فهم ومنهج حل الخلاف في مسألة صوم شعبان إلى المجلس القادم.

خلاصة المجلس: لا تفوتوا على الناس مواسم إقبالهم على الطاعات في زمن الفتن، انظروا أولاً ماذا قال العلماء والمحدثون بصدد تلك الروايات والأدلة، لسنا بأهلية الترجيح بين المذاهب الفقهية ولا حاجة إلى ذلك، منهج حل إشكالية التعارض بين روايتي صوم شعبان.

* استمع للحلقة

نص البخاري

بَابُ صَوْمِ شَعْبَانَ

  • حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ
  • حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حَدَّثَتْهُ قَالَتْ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ وَكَانَ يَقُولُ خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّتْ وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا

تخريج الأحاديث حسب السياق

  • ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِى وَأَنَا صَائِمٌ (أحمد 5/201(22096)
  • إِنَّ اللَّهَ يَكْتُبُ كُلَّ نَفْسٍ مَيِّتَةٍ تِلْكَ السَّنَةَ ، فَأُحِبُّ أَنْ يَأْتِيَنِي أَجَلِي وَأَنَا صَائِم “( فتح الباري ومجمع الزوائد عن مسند أبي يعلى 3/440(5156)
  • لاَ تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلاَّ فِيمَا افْتُرِضَ عَلَيْكُمْ(أحمد 4/189(17838)

أكتب تعليق

(*) حقول مطلوبة

أعلى الصفحة